Black Ops 7... العودة المحفوفة بالجدل

شهد العرض الترويجي الأخير للعبة Call of Duty: Black Ops 7 تفاعلًا واسعًا في أوساط جمهور ألعاب الفيديو، مع اقتراب موعد إصدارها المقرر في عام 2025.

العرض السينمائي أوحى بأن الجزء السابع من سلسلة Black Ops سيكون استكمالًا مباشرًا للأحداث التي طرحتها Black Ops 2  عام 2012، مع استحضار شخصيات محورية مثل ديفيد ماسون وراؤول مينينديز.

وتدور الأحداث هذه المرة في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، ضمن تصور مستقبلي قريب يتميز بتقنيات متقدمة تتجاوز ما شهدته الإصدارات الأخيرة من السلسلة، ما يعزز الانطباع بأن اللعبة تسير في اتجاه يعيد إحياء النمط المستقبلي الذي لطالما أثار انقسامًا في تقييمات النقاد واللاعبين.

عودة محسوبة إلى المستقبل: دلالة استراتيجية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

على مدى عقدين، خضعت سلسلة Call of Duty لتحولات جذرية في البنية السردية والبيئات القتالية، بدءًا من محاكاة الحرب العالمية الثانية، مرورًا بساحات القتال المعاصرة، ووصولًا إلى عوالم مستقبلية تعتمد على الخيال العلمي والتقنيات المتقدمة.

وقد شكّلت بعض الإصدارات المستقبلية، مثل Advanced Warfare، وInfinite Warfare  منعطفًا جريئًا لاقى تباينًا حادًا في التفاعل الجماهيري.

في هذا السياق، يمكن فهم Black Ops 7 بوصفها محاولة لإعادة التوازن بين الواقعية والابتكار، من خلال تقديم سرد مستقبلي يستند إلى امتداد زمني قريب، دون الانزلاق الكامل نحو الخيال التكنولوجي المفرط.

وتُعيد هذه الاستراتيجية إلى الأذهان تجربة Black Ops 2، التي نجحت في تحقيق هذا التوازن عام 2012، ووضعت نموذجًا سرديًا يُحتذى به ضمن الإصدارات المستقبلية.

سمات اللعب والتقنيات: ملامح الجيل القادم

وقال Activision إن اللعبة ستتضمن طور تعاوني، إلى جانب نمط الزومبي القائم على الجولات، في استمرارية مباشرة لقصة Dark Aether،  أما على صعيد آليات اللعب، فقد كشفت بعض المشاهد الختامية في العرض الترويجي عن تقنيات متقدمة، أبرزها ميزة التمويه البصري، وسط مؤشرات تُرجّح عودة أنماط حركة مثيرة للجدل كالجري على الجدران، وهي عناصر سبق أن ظهرت في Black Ops 3، وأثارت حينها انقسامًا حادًا داخل مجتمع اللاعبين.

ورغم أن هذه الملامح قد لا تصل إلى مستوى "القطيعة" مع أساليب اللعب التقليدية، إلا أنها تُشكّل، بلا شك، أرضية محتملة لتحولات جذرية في الإصدارات المستقبلية، لا سيما إذا ما لاقت هذه العناصر قبولًا جماهيريًا يُحفّز على مزيد من التوسّع في هذا الاتجاه.

مستقبل السلسلة: بين المؤشرات الراهنة والتكهنات البعيدة

تُشير تسريبات غير مؤكدة إلى أن إصدار عام 2026 من Call of Duty سيكون امتدادًا مباشرًا للعبة Modern Warfare 3 (2023)، وقد تدور أحداثه في كوريا الجنوبية، وهو ما يعكس تواصلًا زمنيًا مع السرد المعاصر للسلسلة.

في المقابل، تتداول بعض الأوساط المتخصصة أنباءً عن مشروع جزء ثانٍ من Advanced Warfare، الأمر الذي يُعزّز من احتمالية انبعاث روح الخيال المستقبلي مجددًا في المنظومة السردية للسلسلة.

وعليه، فإن عودة Black Ops 7 إلى أجواء المستقبل القريب قد تكون مقدّمة لتحول استراتيجي أوسع في هوية Call of Duty كعلامة تجارية، ليمهد هذا التحول، وإن جاء تدريجيًا، الطريق لإعادة تشكيل التوجه العام للسلسلة بما يواكب تحولات السوق، ويُعيد تقديمها للأجيال الجديدة من اللاعبين بأسلوب أكثر تطورًا وجرأة.