RE Requiem تعيد فتح ملفات منسية من RE Outbreak

ثماني سنوات مضت على وفاة الصحفية أليسا أشكروفت، واليوم، تجد ابنتها، المحللة الفيدرالية غريس أشكروفت، نفسها على أعتاب مواجهة إرث لم يُغلق بعد.
مع الكشف الترويجي الأول للعبة Resident Evil Requiem، قدمت شركة كابكوم لمحة غامضة، ولكن مُحملة بالدلالات حول الخط السردي للجزء التاسع من سلسلة Resident Evil، حيث بدا جليًا أن اللعبة الجديدة تستقي جذورها من إحدى أكثر تجارب السلسلة تهميشًا، ألا وهي: Outbreak، والصادرة على جهاز PlayStation 2 عام 2003.
Outbreak التجربة التي سبقت زمنها
مثلتResident
Evil Outbreak لحظة انتقالية جريئة في بنية السلسلة، حيث تخلّت لأول مرة عن تجربة
اللاعب الفردي، وقدّمت مغامرة تعاونية عبر الإنترنت لما يصل إلى أربعة لاعبين في
خضم فوضى تفشي فيروس T في قلب مدينة راكون.
وبينما كان اللاعبون سابقًا يتبعون خطوات ليون كينيدي، كلير ريدفيلد،
أو جيل فالنتاين، أتاحت Outbreak نظرة جديدة تتمثل في حياة المواطنين
العاديين الذين وجدوا أنفسهم فجأة داخل جحيم بيولوجي، يكافحون للبقاء وسط الزومبي
والوحوش المتحوّلة.
وتميزت اللعبة بتركيزها على العمل الجماعي، وتنوّع الشخصيات التي
امتلك كلٌ منها قدرات خاصة، إضافة إلى عناصر كلاسيكية من رعب البقاء، مثل زاوية
الكاميرا الثابتة، والمخزون المحدود، ولكن ما جعل Outbreak أكثر
تفرّدًا هو ميكانيكية العدوى، فمع كل شخصية كانت مصابة بالفعل، كان معدل الإصابة يتسارع
مع الوقت أو بفعل الضرر، أما الفشل في إيجاد علاج سريع فكان يعني الموت، ومن ثم التحول
إلى زومبي يهاجم الآخرين.
فوضى سردية وتفاصيل مشتتة
إلا أن قصة Outbreak وأحداث
الجزء الثاني منها File 2 لم تُقدّم كسرد متسلسل أو مترابط، إذ
إن كل لعبة احتوت على خمسة سيناريوهات، يمكن اختيار ترتيبها بحرية، من مشهد في
حانة حيث يبدأ التفشي، إلى مغامرات في مستشفيات مشبوهة وحدائق حيوانات مأهولة
بكائنات متحوّلة، وهذا التشتت السردي، وإن أضعف الترابط العام، إلا أنه سمح
باستكشاف متنوع وعميق لمدينة راكون في لحظات انهيارها.
Requiem الخيوط تبدأ في الالتقاء
مع عرض Resident Evil Requiem الأول، بدأ يتضح أن كابكوم لا تنوي فقط العودة إلى مدينة راكون، بقدر ما ترغب في فك سردية كانت منسية تقريبًا، فالبطلة الجديدة، غريس أشكروفت، تُكلّف بالتحقيق في فندق رينوود، حيث توفيت والدتها أليسا قبل ثماني سنوات، فالأخيرة كما يتذكر عشّاق السلسلة، كانت إحدى الشخصيات القابلة للعب في Outbreak، وتحديدًا صحفية تحاول كشف ممارسات شركة Umbrella.
في File 2، قدّمت اللعبة تلميحات عن مقاومة أليسا لهيمنة أمبريلا الإعلامية، وعن تحقيقات سرية قادتها إلى مختبرات، مستشفيات، وحدائق حيوانات، وحتى إلى جبال Arklay، حيث واجهت كائنات مشوهة وحقيقة أنيقة لكنها قاتلة.
أحد مشاهد الفلاش باك يظهرها وهي تتتبع صحفيًا يُدعى كورت إلى منشأة
طبية مشبوهة، حيث تشهد مقتله على يد أحد المصابين، ورغم جهودها، تُسدل أمبريلا
الستار على الحقيقة مستخدمة نفوذها الهائل على أجهزة الشرطة والإعلام.
الذاكرة لا تموت... بل تنتظر من ينقّب عنها
ما تُقدمه Requiem إذًا،
ليس مجرد فصل جديد في ملحمة Resident Evil،
بل محاولة لرأب الصدع السردي الذي خلّفته Outbreak، فعبر ابنة أليسا، يُعاد فتح التحقيق
المغلق، الغموض يُستكمل، والماضي – ولو بعد عقدين – يعود ليُحاسب الحاضر.